أبي....
لما لم تقل لي ؟....
إن الحضارة تبنى
على نهود العذارى...
و أننا نصلي بلا طهارة...
و أنا في محراب النهد أصلي ...
وأغتسل بالحضارة..
***
أبي .. يا أبي ...
لماذا كسرت المرايا ؟...
فصرنا نرى الأشياء نصفين ...
و الأسماء تعددت...
والوجه يا أبي... صار وجهين ...
***
أبي... يا أبي ...
لماذا الرجال قليل
ألانك كسرت المرايا...
أم لأننا ... ما عدنا نرى من زماننا ...
سوى الكل القليل
***
آه لو تدري... أن قولك لي...
قد أضحى قتيلا
و أن وجهي ....
لا زال يبحث في المرايا...
فمذ زمن غير بعيد...
كنت يا أبي..
بين أحضانك, طفلا صغيرا ...
و مذ زمن.. كنت يا أبي....
تلقنني طقوس العبادة...
لأصلي في محراب النهد
واغتسل بالحضارة
***
ما عادت الأسماء تعنيني .
فالمعنى قد أضحى بلا معنى
وفقدنا الأشياء والأسماء و المعنى
وأنت يا أبي
لا تصدق آن الحضارة تبنى
على نهود العذارى
ولا تصدق أن الرجال قليل...
وان زمانكم اليوم قد أضحى قتيلا
و جيلنا يهديكم كل يوم لونا
في طعم المرارة
***
|